هذه منصتي الخاصة لطرح الأفكار الاجتماعية والاقتصادية والقضايا السياسية المشتركة من أجل التفاعل الاجتماعي والتواصل الفكري, خدمة لقارتنا الأفريقية الحبيبة ومجتمعاتنا المسلمة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الخميس، 28 أبريل 2011

خـــــــــــــــــــــــــاطــــــــــــــرة: ( النفس نفوس)

ا لإنسان عجيب, وأمره غريب, وشأنه فريد, ونوعه عديد, (مقارنة بغيره).
يسعى دوما إلى إشباع رغباته, وقضاء حاجاته, ويهتمّ – فقط - بنفسه أوبما له علاقة بها, ولا يبالي بما سوى ذلك. وتجده أقلّ ما يفعل العكس, أو لا يفكر فيه الْبتَّة فضلا عن القيام به. فلا أدري أهي صفات جبلية أم مكتسبة؟!!
ولكن هذا ليس معيارا ثابتا, أو قالبا يوضع فيه الكلّ, فتجد هناك بعض الناس لؤلؤا بلا أصداف, يتجرد عن رغباته, ينساب في خدمة الآخرين كأنه خلق لأجلهم, ويذوب أمام مشاعرهم وأحاسيسهم وينسى نفسه, يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم, ويسعد بسعادتهم ويشقى بشقائهم, ويؤثرهم على نفسه ولو كان به  خصاصة ,   فاظفر به – يا طالب الفضيلة – تربت يداك.

وهنا تقابل زمرا من الناس, يظهرون بمظاهر الخراف, وفي بواطنهم سباع, أو كحديقة لها باب, ظاهره فيه الرحمة, وباطنه من قبله العذاب, غاية تفكيرهم استغلال الآخرين, وسلبهم سعاداتهم وأفراحهم وجلّ حرياتهم, هؤلاء معادن وضيعة, لا أدري كيف أصنفها, وكنت أتساءل, ألها قرابة بالجبابرة, أم علاقة بالفراعنة, أم مدد من هتلر!!
فإذا كشف لك الدهر يوما عن لثام أو جههم – يا محارب الرّذيلة – فابتعد عنهم, وادع الله أن يُبعدهم عنك بُعْدَ المشرقين.

وهنالك تُشاهد طائفة لا بأس بها, مذبذبة بين ذلك, لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء, تُحسن إذا أحسن الناس وتُسيء إذا أساءوا, تضرك إذا أرادت نفعك, وتبكيكك إذا قصدت ضحكك, وتحسب أنها بذلك تحسن صنعا, فعليك عنها, وكن في واد إذا هي كانت في واد.

 وقـــــــفـــــــة:

لا شك أن أصحاب الصنف الأول هم ذوو النفوس العالية الأبية, والأرواح الطاهرة الذكية, والطباع السليمة الفواحة, والشخصية المنشودة الفذة, نادرة الوجود, خاصة في هذا العصر الذي فقدت فيه الفضيلة, وتبعها الجود والكرم, ولحقها الإحسان, وحلّ مكان الجميع الرذيلة والبخل والإساءة بجميع أنواعها, ثم تشبَّث بالأخير العنصرية والحقد والخيانة, وتفنَّن القوم في أصناف التربص بالآخرين, وتخصصوا في المراوغة والخداع, فاختلط الغثّ بالثمين, وأصبح أصحاب الفضل والفضيلة أغرب الغرباء وهم في أوساط دورهم, فطوبى للغرباء, طوبى للغرباء.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما