هذه منصتي الخاصة لطرح الأفكار الاجتماعية والاقتصادية والقضايا السياسية المشتركة من أجل التفاعل الاجتماعي والتواصل الفكري, خدمة لقارتنا الأفريقية الحبيبة ومجتمعاتنا المسلمة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الخميس، 3 أغسطس 2017

جمهورية أفريقيا الوسطى والتدخل العسكري الفرنسي

هلْ نجح التّدخُّل الفرنسي العسكري في جمهورية أفريقيا الوسطى في إعادة الاستقرار السياسي والأمني للبلد؟

        في لقاء سابق، أشاد الرئيس أوباما والرئيس هولاند بشراكتهما الجديدة في أفريقيا. وأشاروا إلى أن جنود جمهورية أفريقيا الوسطى وفرنسا والاتحاد الأفريقي المدعومين بالرحلات الجوية الأمريكية يعملون على وقف العنف وإيجاد حيِّز للحوار والمصالحة والتقدم السريع في الانتخابات الانتقالية. غير أن العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى لا يزال جاريا، على الرغم من أن القيادة قد تغيرت، وتدخل المجتمع الدولي والإقليمي على حَدٍّ سواء. وقدْ سبَق أنِ  اسْتُعِيضَ عنْ وحْشِيّة قوات السيليكا (ذات الأغلبية المسلمة والحاكمة سابقا) بالعنف الطائفي لميليشيات أنتي بالاكا المسيحية المسلحة (حسب زعمهم) إلا أنّ ما قامتْ به الأخيرة من أعمال عُنْفٍ ونَهْبٍ وتَقْتِيلٍ يَفُوقُ الوصف والخيال، وعلى الرّغْم من ذلك، حَظِيَتْ تلك الأعمال التخريبية بتَغْطِية فرنسية وسُكُوتٍ دوليّ مُطْبَق.
Image result for Sangaris
مقاتلي السيليكا وبعض المدنين حجزهم الجيش الفرنسي 

        بعد تدخل قوات السلام الدولية بقيادة القوات الفرنسية عام 2013، لا يزال الوضع السياسي والأمني غير مستقر في جمهورية أفريقيا الوسطى. ووافق المجتمع الدولي على التدخل الفرنسي بسبب الطابع الملِّحّ للحالة الإنسانية،  وهناك حاجة إلى القوات بسرعة لحماية المدنيين (حسب التقارير التي جلها كان مزيفا) ووَقْف الفظائع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، لم يتم بَعْدُ استعادة السلام والأمن في البلاد على الرغم من تغيير الحكومة. وعمليات القتل المُمَنْهجة والْمُوَجَّهة ضِدّ المدنيين المسلمين من قبل ميليشيات الأنتي بالاكا المسيحية تَحْدُثُ يومياُ، مما أدّى إلى تشريد مجتمعات بأكملها هربا من العنف. وقد أدّى عدَم قُدْرةِ حَفَظَةِ السلام على حماية جميع المدنيين، ولا سيما بعد نزع سلاح قوات السليكا من قبل القوات الفرنسية وتسليمهم للميليشيات عُزَّلاً، إلى وضع سياسي هشٍّ للغاية. وحاول المسلمون النُّزُوحَ من الْعُنْف بالانتقال إلى تشاد والكاميرون والسودان والكونجو، وهناك لاقَوْا أخْطارّا جسيمة تتمثل في قساوة المعاملة وسوء الأوضاع المعيشية والاتجار بقضيتهم من قبل مؤسسات وأفراد مدنيين وحكَّاما في بلاد المهجر، وأحيانا فقدان السلامة الإقليمية بحكم النشاط المسلح الواقع في المناطق المجاورة لهذه البلدان. وأفرغت أكثر القرى في البلاد من المسلمين، وتراجع عدد المسلمين الذين يقطنون العاصمة من 145,000 إلى 900 شخص فقط عام 2014م، حسب موقع The guardian.

       وفي الوقت نفسه تزايد حَشْدُ قُوَّات السلام الدولية التي أصبحت لاحقا مصدرا لتوسيع فجوة الصراع ودعْمِ الفئات المتصارعة بالسلاح والذخائر، وترويج المخدرات بين فئات الشباب والمتاجرة فيها، ومحاولة نشر الأمراض الخبيثة عن طريق الاغتصاب الجنسي والتريج له أحيانا، وفي هذا المضمار حَدِّثْ عَنِ الانْحلال الأخلاقيّ والأمْني بلا حَرَج، وبينما المواطنون مشغولون بقتال بعضهم البعض؛ تُنْهَبُ ثَرواتِ البلاد وتستنزف مواردها، وذلك بمباشرة القوات الفرنسية أحيانا، وعن طريق مرتزقتها أحَايِينَ كثيرة، فإلى متى يستيقظ الشعب المغلوب على أمره ويعود إلى رشده؟
إلى أيِّ مَدَى سَيَظَلُّ الصّراعُ متزايدًا، والنزيفُ مُسْتَمِرّاً، والْخُرُوقُ مُتَّسِعَةً على الرُّقَّعِ ؟


!
!
^
^
^

مشاركتك وتعليقاتك تسهم في دعم الكاتب فكريا ومعنويا، فكن شريكا في نشر المعرفة وتعميم الخير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما