هذه منصتي الخاصة لطرح الأفكار الاجتماعية والاقتصادية والقضايا السياسية المشتركة من أجل التفاعل الاجتماعي والتواصل الفكري, خدمة لقارتنا الأفريقية الحبيبة ومجتمعاتنا المسلمة

آخر الأخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

الجمعة، 27 أكتوبر 2017

تورط الكنيسة والفاكا (الجيش الوطني) في مجزرتي "كيمبي وبومبولو" ضد مسلمي جمهورية أفريقيا الوسطى

في الوقت الذي وُقِّعَتْ فيه اتفاقيات الهُدنة بين قوات السيليكا والأنتي بالاكا، والذي تزامن مع قيام رئيس البلاد -فوستين أرشانج تواديرا المنتخب مؤخرا- بجولات حول إقليم الجنوب الشرقي، وبُعَيْدَ قُفُوله من رحلته تلك، شَنَّت الميليشيا المسيحية المسلحة (الأنتي بالاكا) هجوما على المسلمين في مدينة " كيبمي" KEMBÉ  التابعة لمحافظة باس-كوتو  Basse-Kotto والتي تبعد بـ618 كيلو متراً شرق العاصمة بانجي، وقُتِل حوالي 26 شخصا داخل مسجد المدينة بما فيهم الإمام ونائبه، وجُرِح ما يَرْبُو عن الأربعين شخصا، وكانت المدينة خالية من قوات الحماية الدولية والجيش التابع للحكومة أيضا. إذْ كانت المدينة في الأصل خاضعة لمراقبة إحدى فصائل قوات السليكا ذات الأغلبية المسلمة، إلا أنها بعد الصراعات التي حدثت بين مقاتلي السيليكا أنفسهم مؤخرا لم يكن وجودهم مشاهدا في تلك المدينة وضواحيها. وفي تاريخ 16/10/ 2017 شَنّتِ الأنتي بالاكا أيضا هجوما على المسلمين في قرية "بومبولو" POMBOLO الواقعة في طريق ألينداو وبانجاسوا، وتقع قرب مدينة كيمبي بعشرات الكيلومتات فقط، وقُتِل إثْرها 146 شخصا وجرح العديد، وبهذا ارتفع عدد القتلى ليصل مجموع عدد الضحايا حوالي المئة والسبعين (170) قتيلا في الهجومين وعدد الجرحى يزيد عن المئة جريح.



L’image contient peut-être : une personne ou plus
الصلاة على قتلى هجوم بومبولو 
تواطؤ الجيش الوطني – فاكا- (FACA)

       وفي هذا السياق يروي شهود عيان أن بعض عناصر الجيش الوطني "فاكا" كانوا مشاركين في صفوف الأنتي بالاكا حيث تم القبض على ضابط من الدرجة الثانية ولقي مصرع آخران. والجدير بالذكر أن الجيش الوطني "فاكا" أعلن تمرده منذ تولي السيليكا السلطة وانضموا مع الميليشيا المسيحية المسلحة (الأنتي-بالاكا) منذ فجر الأزمة في نهاية عام 2013 وحتّى اللحظة، وقد سُجّلت لهم جرائم عديدة في تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
ويضيف السيد فضل البشر القيادي في حركة (FPRC) من مدينة بيراوو أقصى الشمال بأن منفذي الهجوم الأخير انضمّ إليهم عناصر كلٌّ من جيش الرب الأوغندي ومقاتلون من جنوب السودان والكونجو، حيث كلّهم ساندوا الأنتي بالاكا، وهذه التحالفات نتيجة للحملة التي قامت بها الكنيسة في جلب مناصرين وإقامة تحالفات مع نصارى دول الجوار كتشاد والكاميرون والكونجو وجنوب السودان وغيرهم في المنطقة.

الجيش الوطني (فاكا)  مشتركا مع الأنتي بالاكا يقتلون مسلما أمام الملأ عام 2014

تورط الكنيسة الكاثوليكية في المجزرة

     نشر "أليكي محمد موسى أحمد" من مقاتلي السيليكا في جداره الخاص على الفيسبوك خبرا مفاده أنّ أحد زعماء الكنيسة هرّبَ سيارة البِعثة الكاثوليكية وسخرّها في خدمة الميليشيا الأنتي بالاكا حيث نقل لهم العُدّة والعَتَاد من سلاح وذخائر وعناصر بشرية وغيرها استعدادا لتنفيذ الهجوم المذكور أعلاه. وليست هذه هي المرة الأولى التي تتورط فيها الكنيسة في جمهورية أفريقيا الوسطى في توسيع فجوة الصراعات والتنديد بقتل المسلمين الْعُزّل الأبرياء، فقد قام الكاردينال "نزابلاينغا" في شهر مايوا المنصرم بجولة تحريضية ضدّ المسلمين في مدينة بنجاسو مسقط رأسه التي كانت تَضْرِب مثلا للتعايش السلمي في تاريخ البلاد، وبعد رحلته التحريضية ببضعة أيام فقط نُفِّذ هجوم ضدّ المسلمين آنذاك فقتل من قُتِل وحوصر من بقي، أضف إلى ذلك أسلوب التمويه للقضية وتبرئة الميليشيا - أنتي بالاكا- ووصفهم بمجرد قرويين أصحاب سواطير وخناجر يقومون بالدّفاع الذاتي، مُضَلِّلا الرأي العام عن حقيقة هذه القوى النصرانية المجرمة التي تهدف إلى استئصال المسلمين من جمهورية أفريقيا الوسطى وإجلائهم منها تماما. ولم يأْلُ -الكاردينال- جُهْداً في جميع المنصات والمحافل الدولية والإقليمية في تمويه القضية وتغليفها بالغطاء السياسي فقط، نافيا طائفيتها واستهدافها لاستئصالها للمسلمين في ربوع جمهورية أفريقيا الوسطى. والغريب في الأمر، كان شريكه في ذلك، الإمام "عمر كوبين" إمام وخطيب مسجد كومباتان الواقع في طريق المطار، والأمين العام للجنة الإسلامية بجمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أنه قبيل اندلاع الأزمة قد أظهر عداوته لبعض الفئات المسلمة وبدأ صراعهم حول تنظيم الحج ومن ثم الإمامة في مساجد البلاد وغيره، ومنذ اندلاع الأزمة تضامن بشكل رسمي مع الكنيسة وأصبح العَضًد الأيمن للكاردينال نزابالاينجا في المتاجرة بقضية المسلمين تارة وتموييها تارة أخرى، ولن يستطيع دخول حي المسلمين كيلو متر 5 إلا خفية أو تحت حماية مشددة. وفي ظل هذا كله، إنّ الأفعال والعمليات في أرض الواقع، والهجمات المتكررة والمتصاعدة ضد المسلمين تحكي نسيجا من الاستهداف المنظم للمسلمين وتمزيق مقدساتهم (المساجد والمصاحف وألواح الكتابة لتعليم الصبية) بالإضافة إلى نهب وإتلاف ممتلكاتهم، بل التنكيل بهم وتقطيع الأوصال والتمثيل بالجثث وغيرها لنشر الرعب وتوطين الفوضى الخلّاقة في البلاد.

ردود أفعال المسلمين في بانجي ومدن الشمال والحكومة المركزية

       جاء الرّدّ سريعا من قبل فصيلتين من فصائل السيليكا بقيادة "علي دَرّاسَه" وغيره حيث دخلوا المدينة المنكوبة وأخرجوا منها الميليشيات المسيحية المسلحة، وكان القتال عنيفا، إلا أنّ الأنتي بالاكا لم تصمد سوى لحظات ولاذت بالفرار، وانسحبوا تاركين أماكنهم لقوات السيليكا.
ومن جانبه نور الدين آدم رئيس حركة (FPRC) والرجل الثاني في حركة السيليكا بعد الرئيس ميشيل دوتوجيا المخلوع، أعلن عن حداد ليوم كامل في المدن الواقعة في الشمال والشرق لجمهورية أفريقيا الوسطى: بامباري، بيريا، بيراوو، أم دافوك، انديلي، أكْرُبْ صُلْبَك، سِيكيكيدي، باندارو، كابو، سيدو، وبتانجافو، وذلك في تاريخ 16/10/2017، كما ساهم في ذلك مسلمي بانجي في حي كيلو متر5، فلم تفتح المحلات التجارية وغيرها وتوقفت حركة الحي تعبيرا عن حزنهم لما حصل لإخوانهم في الهجوم الأخير.
أمّا حكومة بانجي المركزية كعادتها المعهودة لم تُحرّك ساكناً ولا تُسكن مُتحرّكاً، عندما تعتدي ميليشيات الأنتي بالاكا على المسلمين، فغالبا تلتزم الصمت وتكتفي أحيانا بتقديم التعازي الباردة على المجتمع المسلم وينتهي الموضوع خلال سويعات من الزمن، أما إذا حدث العكس، وتكبّدت الميليشيا خسائر وهزيمة تُقيم الدنيا ولا تقعدها، وقد تصف الحدث بالإبادة وانتهاكات لحقوق الإنسان وغيرها، مع أنّ المسلمين لم يهاجموا البتة غيرهم، إنما دائما هم في مركز المدافع عن نفسه وعرضه وممتلكاته عند الاعتداء عليها.
ومما يعاب على القادة السياسيين والإداريين المنضمين للحكومة الحالية صُمْتهم الْمُطْبق وعدم تلفّظّهم ولو بكلمة بِحَقّ هذه المجازر والتنديد بها على الأقل، خاصة رئيس البرلمان وبعض الوزراء والإداريين.

ماذا بعد كيمبي؟

       دائما التنبؤ بالمستقبل يعتبر أمرا بالغ الصعوبة لا سيما عندما تكون المعطيات في غاية الغموض والتشتت، إضافة إلى تعدد العوامل وتداخلها، ولكن من خلال استقراء الواقع ومتابعة تسلسل الأحداث يتضح لنا أن سلسلة الهجوم ستتكرر وقد تزداد وتيرتها في الأيام القادمة خاصة مع نهاية السنة الشمسية، حيث يَتَقَرَّب بعض نصارى جمهورية أفريقيا الوسطى في أعيادهم بقتل المسلمين والاعتداء عليهم، كما أن قوات السلام الدولية المتواجدة حاليا لها دور كبير في تأجيج الصراع وتوسيع فجوته لتبرر مكوثها وزياد أعداد جنودها مراعاة لمصالحهم الخاصة على حساب أبناء البلد، وفي هذا قد تشترك معهم الحكومة الحالية التي ترقُص على كُلُومِ الابرياء وجُرُوحِهم بُغْيَة مَلْئِ الجيوب والكُرُوش.

فعلى مسلمي جمهورية أفريقيا الوسطى في أي مدينة أو منطقة من مناطق البلاد أن ينتبهوا على أنفسهم جيدا ولا يُهْمِلُوا أسباب النصر، وليعتمدوا على الدفاع الذاتي ولا يَيْأسُوا أبدا، فإنّ النّصْر قادم، والله منجز وعده عاجلا أم آجلا!



___
المصادر: _________________
- موقع تلفزيون فرانس 24:
http://www.france24.com/fr/20140123-centrafrique-musulmans-chretiens-dieudonn%C3%A9-nzapalainga-oumar-kobine-layama

- موقع إذاعة فرنسا الدولية (RFI)

http://www.rfi.fr/afrique/20171013-nouveau-massacre-sud-est-centrafrique-kembe-bangassou-minusca

- مجلة 
Jeune Afrique
https://www.google.com.sa/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=8&cad=rja&uact=8&ved=0ahUKEwjHssi4p5DXAhVFKY8KHVfiBY0QFgheMAc&url=http%3A%2F%2Fwww.jeuneafrique.com%2F484579%2Fpolitique%2Fcentrafrique-plusieurs-civils-tues-au-cours-de-nouvelles-violences-dans-la-basse-kotto%2F&usg=AOvVaw3L8EujRQ0s4BuGcxTbvbbP
- صفحة تجمع مسلمي أفريقيا الوسطى على الفيسبوك (Collectif des Musulmans Centrafricains-CMC):

https://www.facebook.com/Collectif-des-Musulmans-Centrafricains-CMC-788167961250259/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاكثر إهتماما